مواضيع ومقالات

ASK iSECUR1TY خطوة نحو مجتمع عربي يعي أمن المعلومات

تم أرشفة هذا المحتوى


عندما بدأنا مُجتمع آي سكيورتي سنة 2008م، كان لنا هدف واضح وعلني، نُريد تأسيس مُجتمع عربي مُتخصص بأمن المعلومات والهاكّر الأخلاقّي ونشر ثقافة أمن المعلومات وأهميتها في حياتنا اليومية وبياناتنا الشخصية التي نتعامل معها ونتداولها يومياً عبر الإنترنت، وعلى أن يكون هذا النشر وفق قواعد مُعينة ومشروطة، بحيث نصنع مُحتوى قابل للبحث والأرشفة وأن يصمُد هذا المُحتوى مع مُرّور الوقت، ويكون قابل لإعادة الإستخدام مراراً وتكراراً. بالفعل هذا ما وصلنا إلية اليوم، نشرنا ومازلنا ننشُر مُحتوى عالي الجودة عن أمن المعلومات، وساعدنا بشكل ملحوظ جداً وبتوفيق من الله في إثراء المُحتوى العربي على الإنترنت وتطوير الويب العربي بمجال أمن المعلومات.

لكن لحظة، نموذجنا الذي إتبعناه على مر خمسة سنوات ينقُصه شيء ما، فماهو هذا الشيء؟ إنه التبادُل المعرفي بين طرفّين بشكل سريع وسهل، شخص يسأل وآخر يُجيب، فلا هو نظام مجلّات ومدوّنات تعمل بأسلوب المقال والتعليق ولا هو نظام مُنتديات تضيع الإجابة الشافية في الموضوع وسط مجموعة من الردود العشوائية الغير مُرتبة بشكل جيد.

نحنُ على مر خمسة سنوات نشرنا العديد من الأخبار والمقالّات، الفيديوهات، البودكاست والشروحات عامةً، وساهم معنا المجتمع بشكل ملحوظ وإيجابي، خلال هذه السنوات أرسل لنا الكثير من رواد ومُختصين أمن المعلومات مقالّات وشروحات ساهمو بها في المُجتمع وساعدوا بشكل ملحوظ في إثراء المُحتوى الأمني على الإنترنت.

مع هذا، كان دائماً يكون هُناك تساؤلّات بعضُها البسيط وبعضُها الصعب، مشاكل يواجهها أعضاء المُجتمع في التعامُل مع برامج ما وأدوات ما، لم يكُن لدينا وسيلةًُ تُمكن أعضاء المُجتمع من نشر تساؤلاتهم هذه وتبادل المعلومات والخبرات في ما بينهم بشكل سريع وسهل. فما هو مُتوفر لدينا، أن يقوم شخص ما بالكتابة او بالتسجيل عن موضوع ما، ثم ينشر هذا بالموقع ويتفاعل معه باقي أعضاء المُجتمع من خلال نموذج التعليق على المقال.

كان بالإمكان بناء مُنتدى، كباقي المُنتديات المُنتشرة في الإنترنت، فلماذا لم نقُم بذلك؟ فكرنا في الأمر مليا، فنحنُ لم نعتمد نموذج السؤال والجواب عبثا. الأصل لم نكُن نُريد وسيلةًُ أُخرى لتُمكن أعضاء المُجتمع من نشر مواضيع (المقالّات والشروحات تندرج تحت المواضيع)، بل نُريد وسيلةًُ تُكمل النُقص في نموذجنا الحالي، وهي تمكين الأعضاء من طرح سؤال بأي شيء يخص أمن المعلومات. قد تقول أنه بالإمكان أيضاً إستخدام المُنتدى بأسلوب سؤال وجواب، وتخصيص الموقع هذا للمقالّات والشروحات عامةً.. ولكن سوف أقول لماذا نصنع من السيارة طيارة!

يُعيب المُنتديات عدة أُمور، لسنا مُعجبين بها، وهي ما جعلتنا في الأصل نبني هذا الموقع قبل خمسة سنوات! من هذه الأُمور التي لم تروق لنا

  • هيكلة الأقسام الرئيسية والأقسام الفرعية؛ لم نكُن بحاجة لأمر مثل هذا، نُريد جميع الأسئلة مرتبةً ترتيب واحد في صفحةً واحدة، نستخدم عدة تقنيات وخدمات وأدوات، الأقسام غير مفيدة، وللتصنيف نُريد شيء كالهاش تاج في تويتّر أو الوسوم في الوردبريس، فكانت المواضيع غايتنا.
  • هيكلة الموضوع والردود العشوائية، ومشكووور؛ أقولها صراحةً أكاد أكره ردود المشكور أكثر من مُشكلة نُقص المُحتوى العربي على الإنترنت، كُنا بحاجة لآلية تُسهل على أعضاء المُجتمع تقييم الإجابات على السؤال، والإجابة الأفضل هي من تكون في الأعلى، فهذا ليس بمُنتدى، مع تمكين كاتب السؤال من إختيار أفضل إجابة على سؤاله. هكذا نصنع المسؤولية في كُل عضو مشارك بالمجتمع.
  • مُحتوى قابل للأرشفة والبحث في أي وقت، فيصُمد عبر الزمن؛ إن أفضل برنامج مُنتديات على الإنترنت يكاد يكون فاشل في آلية البحث، متى ما قررت البحث عن موضوع مُعين أو إجابة ما سوف تجد نفسك تضيع الكثير من الوقت، لآنه لم يُصمم لذلك، فقمنا بعمل آلية بحث خفيفةً سهلة، معتمدين آلية محرك جوجل، ما أن تبدأ بكتابة الكلمات حتى تظهر لك النتائج، بدون تعقيد، وإذا جرّبت العبث مع محرك البحث سوف يكتشف ذلك تلقائياً، يمنعك ويضعك في الثُقب الأسود (شُكراً مُجتمع django)، دون الحاجة لكتابة كابتشا في كُل مرةً أبحث فيها عن شيء!
  • مُحرر نصوص سهل وغني، يُناسب العقلية التقنية؛ مُحررات النُصوص في المُنتديات آما أن تكون bbcode أو أن تكون وايزنج (شاهد ماتكتب)، هذا المُحرر ليس لنا معشر التقنيون المُتخصصون، نحنُ كثير ما نفتح الترمنال ونُنفذ الأوامر، نقوم بترقية النظام عبر سطر الأوامر ولا نستخدم تلك الواجهة الرسومية، نُريد أن نكتب نُصوص، ومتى ما أراد أحدهُم أن يجعل النص غامق، يضع **ثم النص هُنا** ليُصبح غامق! إنُه مُحرر Markdown المُتألق دوماً.
  • نظام تصويت حقيقي وبناء للسُمعة بالإجتهاد؛ نموذج التصويت في المُنتديات ليس ذو فائدة، لا يُقدم ولا يؤخر شيء (لا أعلم بعد ماهي جدوى هذا النموذج في المُنتدى)، قُمنا بعمل نموذج تصويت حقيقي، فإذا أعطيت صوت إيجابي لإجابة ما أو سؤال ما، فسوف تجعل هذا المُحتوى يظهر في ترتيب أفضل، كذلك سوف تُعطي للعضو الذي صوت له نقاط سمعة إضافية، تُحمل هذا العضو مسؤوليات أكثر، بحيث كل مازادت سُمعة عضو ما كل مازادت الصلاحيات الإشرافية، فمثلاً لتُعطي شخص ما تقييم سلبي أنت بحاجة قوة سُمعة بعدد x نقاط، ولتحرير سؤال ما تحتاج قوة سُمعة بعدد y نقاط وهكذا.
  • ليس نظام إشراف ولا مُشرفين (البيه البوّاب)، بل مسؤولية؛ نؤمن بأن المُجتمع الناجح هو الذي يكون فيه كل عضو مُتحمل للمسؤولية، ويعّي هذه المسؤولية جيداً، ويكون خير عون لباقي أعضاء المجتمع، فلم نكُن نُريد مُجتمع بإدارة مركزية، بدل بإدارة غير مركزية تماماً، كُل ما أجتهدت في تحسين هذ المُجتمع كُل ما زادت مسؤوليتك نحو هذا المُجتمع، وأصبحت عُنصر قيادي فعال فيه.
  • الجميع يستطيع تعديل المُحتوى، وتصحيح الأخطاء الإملائية…الخ؛ إنه لأمر رائع أن يكون لدينا مُجتمع عربي يعمل بهذا النموذج الأخلاقي الرائع، فالكُل يملُك المُحتوى والكُل مسؤول عن هذا المُحتوى، فما أن تجتهد قليلاً حتى تحصُل على صلاحية تحسين المُحتوى، فقط إجتهد! لا محسُبوية في الأمر، ولا يوجد لدينا طريقةٍ سوى الإجتهاد!

 كانت هذه أهم المشاكل، وكيف وفرنا لها حُلول نؤمن بإنها حُلول رائعة، رغم وجود مشاكل أخرى. 

أين نُريد أن نصل بهذا المُجتمع؟ نُريد من هذا المُجتمع الجديد عُمراً أن يكون الأول عربياً، ليس من حيثُ الزيارات فلا يهمنا هذا الأمر، بل من حيثُ التفاعل والحصول على العون عند الحاجة، وأن يكون غني بالمعرفة والخبرات المتبادلة عبر الزمن.

تتسائل كيف تبني سُمعتك؟ بالمشاركة، بالتفاعل، فكُل عضو جديد يُسجل يكون لديه نُقطة واحدة فقط، بواسطة طرح الأسئلة والإجابة على أسئلة الغير تبدأ سُمعتك بالصعود والنضوج، وهكذا بعد فترة تُصبح لديك سُمعة جيدة تسمح لك ببعض الصلاحيات الإشرافية والإدارية بالمُجتمع.

ما الفرق بين سؤال، إجابة، تعليق؟ بعتبار إن هذا لا هو نظام مدوّنات ولا هو نظام مُنتديات، وإنه لنموذج جديد على الساحة العربية، فالكثير يسألنا هذا السؤال، وإليك الإجابة.

  • السؤال؛ هذا ليس مُنتدى للنقاش ولا مدوّنة للمقالّات، عندما تُحرر سؤال جديد أحرص كُل الحرص على أن يكون المُحتوى فعلاً سؤال، واضح ومُفصل. 
  • الإجابة؛ إنها ليست خاصية للرد أو للتعليق، عندما تُريد أن تكتُب شيء في صندوق الإجابة، أحرص أن يكون المُحتوى إجابة على السؤال، إجابة واضحة وشافية، ولكل عضو يسمح له بكتابة إجابة واحدة على كل سؤال، ويُسمح كذلك لجميع الأعضاء دون إستثناء بتعديل الإجابة في أي وقت، وإضافة المزيد من المعلومات وتحسين مُحتوى الإجابة أفضل وأفضل.
  • التعليق؛ خاصية التعليق تُستخدم للنقاش، ولكتابة شيء لا هو سؤال ولا هو إجابة، كما تُستخدم عند تزويد العضو برابط فقط وليست إجابة كاملة مُفصلة مكتوبة بواسطتك في مُجتمع الأسئلة، أيضاً تُستخدم التعليقات لطلب المزيد من التفصيل إن كان للسؤال أو للإجابة.

من يملُك هذ المجتمع؟ الجواب المُختصر أنت! ، آما الجواب الطويل فهو بعتبار أن الموقع مبني على فكر المُجتمع الحُر التعاوني، وبعتبار إن ترخيص المُحتوى برخصة CC-BY-SA فكُلنا نملُك المُحتوى هذا، ويحق لنا الإستفادة منه حسب ماتنص به هذه الرخصة.

أخيراً، أنه لأمر مُحزن كيف إن البعض يشعُر بالحياء من طرح سؤال ما! ، الصحابة جميعاً رضي الله عنهُم كانو يسألون العلم والمعرفة، فلماذا تخجل أنت من طلب العلم والمعرفة؟ فلا يوجد أي عيب في سؤالك للعلم، إن العيب الحقيقي هو عجزك وسكوتك عن طلب العلم.

مصطفى البازي

عُضو مؤسس لمُجتمع iSecur1ty . مهندس أنظمة يونكس/لينُكس، أمن المعلومات، والبرمجة بواسطة Python/django. مُدوّن وبودكاستر، طالب تخصص توزيع وإنتاج موسيقي.

مقالات ذات صلة

‫5 تعليقات

  1. لطالما كان مجتمع isecur1ty متميزا منذ تأسيسه فهو يأتي بالجديد والمفيد دائما

    اتمنى لأدارة المجتمع التوفيق , هذا المشروع خطوة تحول كبيرة نحو توعية المستخدم العربي

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    لدي سؤال خارج الموضوع قليلا : هل لديكم نية مستقبلا في ارجاع لعبة التحدي بنسخة احدث
    فهي كانت فكرة فريدة من نوعها في المجتمع العربي .

    تحياتي

  2. مشكور ههه امزح
    صحيح نظام الأسئلة جيد جدا اقترح ان تقوموا بالاستفادة من التجارب في المواقع السابقة مثل موقع اجابات قوقل و superuser.com
    وعلى الاعضاء دعوة اناس مهتمة بالمجال لتحسين الانطلاقة
    والسلام عليكم :p

  3. أقدر الجهد الراقي لكم
    ولكن مازال المجتمع العربي يحتاج أكثر إلى حملات وعي في مجال الويب العربي والتجارة الالكترونية بصفة خاصة
    إحصائيات التجارة الالكترونية في العالم العربي مبشرة ولكنها ليست على المستوى المطلوب

    شكرًا على المقال السلس الرائع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى